
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش فاعلية الحركة في الصورة الشعرية عند أبي تمام والبحتري
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (فاعلية الحركة في الصورة الشعرية عند أبي تمام والبحتري – دراسة موازنة ).
هدفت الدراسة التي تقدم بها الطالب ثامر علي مهدي خميس الى الكشف عـــن أثر عنصر الحركة في بثِّ الحيويّة في الصّورة الشعريّة, وأثر ذلك في المعنى , ومعرفة التطور الذي أحدثه الشاعران على الصورة الشعريّة , ومعرفة بعض الظواهر الفنيّة التي برز فيها أحدهما على الآخر, وتحديد بعض أوجه التشابه والاختلاف بين الشاعرين .
أوضحت الدراسة أن الحركة المضمرة تكثر في الصّورة الشعريّة عند الشّاعرين, ويتوقّف اكتشافها على مدى إمكانيات المتلقّي, وأكثر ما يظهر ذلك في حركة الزّمان والمكان، وقد رصد البحث عددًا من الأنماط الأدائيّة التصويريّة التي توظّف عنصر الحركة بفاعليّة من دون التصريح بها ظاهرًا, من خلال الإيحاء واستحضار المعاني الكنائيّة التي تحيل على عناصر خياليّة متحرّكة لم تُذكر في النّصّ الشعري ، وقد وظَّفَ الشّاعران المحسّنات البديعيّة ولاسيّما الجناس والتضاد والمبالغة؛ ممّا أدّى إلى تنشيط الصّورة , واتفق شعر أبي تمّام والبحتري في توظيف أسلوبي التجسيم والتشخيص واستعارة الصفات الإنسانيّة وإضفائها على المجرّدات والمعنويّات وكان لذلك الدّور الأكبر في وقوعنا على كثيرٍ من الصّور الشعريّة الّتي تنبض بالحياة
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان الحركة تُعدّ عنصرًا مهمـّــــًا في التّصوير الشّعري؛ لأنَّها تزيد من الإغراب وتلك وظيفة الصّورة الشعريّة الأساسيّة, فضلًا عن الوظائف الأسلوبيّة والجماليّة الأُخرى ودورها الكبير في إبراز المعنى في الصّورة الشعريّة, واختلاف ذلك المعنى من صورة إلى أخرى على وفق ما يقتضيه السياق ، وتُعدّ الحركة مهيمنًا أسلوبيّــًا بارزًا وحيويّـــًا في الصّورة الشعريّة عند أبي تمّام والبحتري؛ فكل شيءٍ يكاد يتحرّك في صور الشّاعرين لاسيّما عند الصور البَصَريّة, وإن فاعليّة الحركة غالبًا ما تظهر وتتنامى في الصورة الشعريّة تبعًا لتوظيف المبدع للأفعال المشبعة بالحركة والحيويّة.