رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش سياسة الولايات المتحدة الاميركية تجاه الاتحاد السوفيتي 1979-1981
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (سياسة الولايات المتحدة الاميركية تجاه الاتحاد السوفيتي 1979-1981) .
وهدفت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة افهام احمد عباس محمود ، الى التعرف على سياسة الولايات المتحدة الاميركية تجاه الاتحاد السوفيتي 1979-1981.
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفيتي سعتا الى الاستمرار في سياسة التهدئة التي شهدتها العلاقة بين الجانبين منذ بداية عقد السبعينيات من القرن العشرين ، وكانت قضية الحد من التسلح النووي اهم الجوانب المشتركة في علاقة الطرفين ببعضهما ، إذ كان للطرفين الرغبة في الحد من تلك الاسلحة المدمرة التي تهدد العالم بأسره في حال نشوب حرب بين القوتين العظيمتين ، وتسلم الرئيس كارتر منصب الرئاسة ولم تكن له معرفه جيدة في الشؤون السوفيتية ، ولم تكن لديه الخبرة السياسية الكافية لتمكنه من رسم سياسة مستقرة للولايات المتحدة الاميركية تجاه الاتحاد السوفيتي ، خلال الاشهر الاولى لإدارته سعى الى ادخال تخفيضات اكثر مما اتفق عليه الجانبان سابقاً بشان معاهدة (سالت2) ، لكنهُ اصطدم بالرفض السوفيتي لتلك التخفيضات لأنَّها تؤثر على قوتهم العسكرية .
وبينت الدراسة ان المفاوضات التي جرت بين الجانبين بشأن معاهدة (سالت2) كانت معقدة وطويلة و تخللتها بعض الصعوبات والعراقيل التي ادت الى ان تستغرق ما يقارب السنتين وبضعة اشهر لتثمر في النهاية عن التوقيع على المعاهدة ، التي لم يصادق عليها الكونغرس الاميركي ، لكن الجانبين استمرا في الالتزام ببنودها وذلك يدل على انها مفيدة لكلا الجانبين والدليل على ذلك هو التزام ادارة الرئيس رونالد ريغان بالمعاهدة على الرغم من انه كان من المعارضين والمنتقدين لها ، و يبين ذلك ان اغلب الانتقادات والمعارضة التي واجهتها المعاهدة كانت في الغالب سياسية .
وأوضحت الدراسة ان اسهم الاختلاف في وجهات النظر بين اعضاء الادارة الاميركية لاسيما بين وزير الخارجية فانس ومستشار الامن القومي برجنسكي في عدم استقرار السياسة الاميركية تجاه الاتحاد السوفيتي على مسار واحد، ففي السنتين الاولى من عمر الادارة كان الرئيس كارتر يتبع في الغالب وجهات نظر فانس الذي كانت آراؤه معتدلة تجاه السوفييت ويؤمن بضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع الاتحاد السوفيتي ، اما في آخر سنتين من عمر الادارة والتي شهدت تطورات واحداث مهمة أثرت في العلاقات الاميركية-السوفيتية لاسيما التدخلات السوفيتية في القرن الأفريقي ومن ثم الغزو السوفيتي لأفغانستان والذي جعل الرئيس كارتر يتبع وجهات نظر برجنسكي الذي كان يدعو الى اتباع سياسة صارمة تجاه الاتحاد السوفيتي .
وأكدت الدراسة ان سياسة التهدئة التي كانت قائمة بين الجانبين الاتحاد السوفيتي لم تثنِ عن الاستمرار في سياستهِ التوسعية ودعمه لإقامة أنظمة شيوعية موالية له في العديد من الدول لاسيما في قارتي اسيا وافريقيا ، والتي تتواجد فيها اغلب المصالح الاميركية ، ومن ثم ادى ذلك الى انهيار تلك السياسة التي لم تستمر طويلاً لتعود مظاهر الحرب الباردة بين الجانبين بقيام الاتحاد السوفيتي بغزو افغانستان .