أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش مستويات العدول البياني في شعر المولدين
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (مستويات العدول البياني في شعر المولدين ) .
تهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب سعد عزيز جداع حبيب ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور باسم محمد ابراهيم ، )، الى الكشف عن بيان الجمال التصويري في أبيات منتقيات من شعر شُعراء وُسِمُوا بالتوليد لصور مبتكرة ، حتى اصطلح عليهم (المولّدون) .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان شعر المولّدين مثّل أنموذجًا رائدًا لمستويات العُدول البياني، امتدادًا للشعر الجاهلي ، وكان للتداخل بين الصور البيانية في نصوص المولّدين أثرٌ فاعلٌ في تصوير أحاسيسهم ومشاعرهم، ودلّت لغة التصوير البياني للشعراء المولدين في الأمثلة المنتقاة على سعة أفق الخيال لديهم عبر تجسيد أفكارهم في صور مبتكرة، ولم يلحظ شاعرًا من المولّدين أغفل ذكر نوع من التشبيه بوصفه معيارًا فنيًا دلّ عليه عمود الشعر منذ القِدم، فكانت المقاربة في التشبيه أساسًا يلتزمه الشاعر في بناء قصيدته، وإنّ من يُطالع علاقة المشابهة في شعر المولّدين يلمس فنيّة وشعريّة عاليتين في السياق، إذ يلجأ الشاعر في أغلب الأحيان إلى توظيف مظهر بياني كالكناية أو الاستعارة والتشخيص، فيجعله رديفًا للتشبيه.
وأوضحت الدراسة ان عنصر التشخيص مثل ملمحًا بارزًا للعدول البياني في صور الشعراء المولدة بوساطة الاستبدال خاصة، وتشبيه التمثيل بشكل عام، إذ يجد المتلقّي نفسه أمام مشهد تمثيلي، تتناغم صورته مع دلالته الفنيّة التي ظهرت في غرض الغزل أكثر ممّا سواه، لما تشكله شخصية المرأة من أهمية بالغة، بوصفها المعشوقة الحبيبة القريبة إلى نفس الشاعر المنتقلة بين ألم وأمل في شعوره اتجاهها ، واتّضح الأثر الفاعل لعمل المخيّلة في تشكيل صور العدول البياني لدى الشعراء المولدين ، وجاء شعر المولدين ملوحًا ــ في أكثر النصوص المنتقاة ــ إلى الخروج على المألوف لفي إيراد الصورة الفنيّة، ممّا أدى إلى تعميق دلالة النص حتّى يضفي عليه المبالغة في عرض الصورة المولّدة، وهو ما لاحظناه جليًا في نمط الصورة التجاورية المنحرفة أسلوبيًا من جهة البُعد الدلالي ، حتى إنّ المتلقّي لا يصل إلى البؤرة الدلالية إلا بعد مزيد من التأمل والإدراك ، وكانت تمثلات العدول البياني في شعر المولدين أكثر ما تكون وضوحًا في العلاقة الاستبدالية للصورة الفنية، حتى تصل الذروة مع الانزياح التشخيصي والتحول الدلالي، الذي يحيل رؤية المعنويات إلى محسوسات مرئية.