كلية الفنون الجميلة تقيم ورشة عمل عن الفكر الفلسفي والجمالي في الرسم الاوربي
اقام قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة بجامعة ديالى ورشة عمل بعنوان (الفكر الفلسفي والجمالي في الرسم الاوربي ) .
تضمنت الورشة التي حاضر فيها الاستاذ الدكتور عاد محمود حمادي مفهوم الحداثة والمعاني التي وضعت لها الاسس الفلسفية لها باعتبارها اسساً فلسفية يمكن ترحيلها الى مفهوم الحداثة في الفنون عامة والرسم خاصة ضمت اسس (الذاتية ،العقلانية ، العدمية).
فالذاتية هي ان ترى العالم من خلال الذات باعتبار الحداثة في جانب منها هي اولوية الذات وانتصار الذات ورؤية ذاتية للعالم مما جعل الانسان يرمي وراء ظهره هرطقات القرون الوسطى واصبح يدرك ذاته كذات مستقله فيمثل من خلالها العالم وقد تبلور هذا الاساس في فلسفة ديكارت و من بعده لاينبز .
اما العقلانية فهناك من يرى انه موجود في فلسفة (كانت) ومنهم من يراه في فلسفة (كانت) و(لايبتز والعقلانية في ابسط صورها ان لكل شيء سببا معقولا وان الاخذ بمبدأ العقلانية جعل العالم في صورة يكون العلم هو الذي يقود الفلسفة الحديثة وليس العكس
وذكر في الثالث العدمية ويقصد بها (لاقيمة للقيم) وان الحداثة في اوج صورها تعني اضمحلال قيمة كل قيمة وقد اختلفوا في اسبقية من وضع هذا المبدأ فمنهم من يرى ان الاول هو( شوينهاور ) والثاني هو نيتشه وهناك فريق ثالث يرى ان جماعة التنوير سبقوا نيتشه في ذلك.
بعدها عمد المحاضر الى ربط هذه الاسس وترحيلها الى الرسم الاوربي الحديث مفيدا بالانطباعية ومن ثم مدارس الرسم الاوربي الحديث متطرقا الى ان اللـــوحة هي ( شكل ولون وموضوع) وان الانطباعية والتكعيبية عمدتا الى تدمير القوانين السابقة للون فضلا عن قوانين الشكل وعمدت الى تفتيته تم صياغته بطريقة جديدة .
كما تطرق المحاضر الى ان قانون سيزان الذي قامت الانطباعية المحدثة في جانب منها عليه ، فعندما نضع لون ابيض على خلفية سوداء او اللون الاحمر على الخلفية الخضراء يبلغ اقصى سطوع له ، وقد اشار المحاضر الى ان هذا القانون قد عرفه العرب قبل سيزان بأكثر من خمسمائة عام اذ قال الشاعر دوقلة المنبجي في زمن الدولة الاموية واصفا محبوبته :
الوجه مثل الصبح مبيضُ والشعر مثل الليل مسودُ
ضدان لما استجمعا حسناً والضد يظهر حسنه الضدُ
هدفت الورشة الى تصور شامل عن طبيعة التطور الفلسفي والجمالي في اوربا وتعريف اسس الحداثة وربطها وترحيلها الى الرسم الاوربي .