
مناقشة طالب الدكتوراه حميد جفات ثويني
نوقشت في كلية التربية للعلوم الانسانية أطروحة دكتوراه الموسومة بـ (التصوير البياني في المشاهد الكونية القرآنية دراسة في الأنماط والوظائف) للطالب (حميد جفات ثويني ) وتألفت لجــنة المناقشــــة من ا.د عهود عبد الواحد / رئيساً وعضوية كل من ا.د عقيد خالد و ا.م.د باسم محمد ابراهيم و ا.م.د خولة عبدالحميد عودة و ا.م.د نوافل يونس سالم و ا.د اياد عبد الودود عثمان عضواً ومشرفاً . وقد حصل الطالب على درجة (( امتياز)) وقد خلصت الدراسة الى ان علم البيان من أبرز علوم العربية ، إذ به يتوصل الأدباء إلى توضيح معانيهم والمبالغة في تأكيدها ومخاطبة وجدان السامعين ، والتأثير فيهم وتحريك عواطفهم ، ومعلوم أنَّ مصطلح الصورة البيانية من المصطلحات التي عرفها العرب قديما وحديثا، واستعملها النقاد والبلاغيون القدماء استعمالاً يتطابق مع النظرة التجزئية للبلاغة في مهدها حين ذاك ، وأما النقد الأدبي الحديث فقد كانت نظرته شمولية لمكونات الصورة فاهتُم بها وبأوصافها المختلفة (الأدبية والفنية والشعرية والبلاغية والبيانية)، ولعل الأوصاف الثلاثة الأولى أعم والبلاغية البيانية أخص والأخيرة تشمل الصورة التشبيهية والاستعارية والكنائية وقد تظافرت هذه الأنماط مع الكلمات والأصوات والجملة عموما وغيرها في توليد الصورة، إلا أنًّ البحث لا يحاكم نصوصاً وتصورات قديمة وفق رؤية حديثة، إنًّما يحاول أن يقرأ المشهد الكوني القرآني المنطوي على نمط بياني مجتهداً في تحليله والكشف عن وظيفته التي حققها في مقام المشهد ترسيخا لفكرة عقدية أو تربوية أو تعليمية أو غيرها . اما أهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة هي : إنَّ القرآن الكريم قد حوى في سوره كثيراً من الألفاظ التي تحيل على المشاهد الكونية وقد وظفت هذه الألفاظ توظيفا بيانيا يتناسب مع سياق الآيات الواردة فيها فلم تكتف الصور القرآنية باظهار الكلمات المنطوقة بل تعدى ذلك إلى عناصر الكون المتعبدة التي وجد البحث إنَّ محورها الأساس هو الإنسان وتعدُّ المشاهد الكونية ظاهرة عامة شغلت أكثر من ثلثي القرآن الكريم يلمسها كل من يتدبر آياته فهي مشاهد ذات طابع إيحائي في الدلالة والأغراض، فالمشاهد القرآنية تُظهر في السياق توظيفات عدّة، كشفت عنها الأطروحة كما قامت جوارح الإنسان بدورٍ مهمٍ في مشاهد الآيات الكونية لما لها من قدرة عن الإفصاح عما يدور في خلجات النفس وإظهارها على أعضاء الجسم الخارجية وهي تعبيرات تنم في كثير من الأحيان بحسب التصوير القرآني عن علامات التحسر والندم، أو الغيض والحنق، أو الحزن والفرح، وغيرها.