
كلية التربية للعلوم الانسانية تقيم ندوة في العيش المشترك والقبول بالآخر
اقام قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى تقيم ندوة في العيش المشترك والقبول بالآخر نماذج من الارث الحضاري للإسلام .
وتضمنت الندوة التي ناقش محاورها الاستاذ المساعد الدكتور ظافر أكرم قدوري ، والاستاذ المساعد الدكتور سماهر محي موسى ، ان أبناء البشرية يعيشون في هذه الحياة الدنيا ، على تنوعهم وتمايزهم ضمن حياة مشتركة متداخلة المصالح والمنافع ولا يمكن لأي نوع من انواع البشر أن يختاروا لأنفسهم زاوية من زوايا الدنيا فيعشون بعيداً عن الاخرين من دون أي تأثر أو تأثير ، لذا اصبح التعايش ضرورة لازمة لاستمرار الحياة (ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ) غير أن حكمة الله في التنوع ليكون في التعايش طعم متجدد لهذا التنوع .فكانت قيم الاسلام ومفاهيمه وتعاليمه ذات أفق إنساني عالمي تستوعب كل القوميات والاعراق والشعوب ، فكانت نواة وأرضية لبناء المجتمع الاسلامي على أساس من التنوع العرقي والقومي
واوضحت الندوة ان التسامح كان ركيزة الاسلام في مرحلة الدعوة باعتراف جميع المؤرخين وهذه المرحلة تمثل اسس الاسلام ومبادئه الاساسية ، ولو استثنينا سنوات القتال التي دارت بين الدعوة وأعدائها والتي بنيت عليها أحكام التعامل بالقوة والسيف لوجدنا ان أغلب التعامل دون تلك الفترة كان يقوم على أساس التسامح مع الآخرين ومع معتقداتهم ، ولا ريب ان سنوات القتال في كل زمان ومكان تكون فيها الأحداث والقوانين طارئة .
واكدت الندوة على علاقة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) مع الاخر المختلف دينياً نحن بأشد الحاجة لدراسة هكذا مواضيع في وقت تفشى فيه العنف باسم الدين والاسلام والشريعة ، وأن التسامح صفة إنسانية حضارية ليس بوسع أحد نكرانها وقد تمثلت هذه الصفة بأحلى مظاهرها في النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، لاسيما في مجتمع المدينة الذي كان يموج بالتنوع الديني والاثني من اليهود الى المسيح الى الديانات الاخرى لهذا نجد ان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، عند قدومه للمدينة أعد وثيقة المدينة التي حملت في طياتها اقراراً بحقوق الجميع من دون تميز أو تفرقة وعن طريق الوثيقة يمكن معرفة حقيقة التعايش وطبيعة التعامل الذي قامت عليه اسس العلاقة .