
كلية التربية للعلوم الانسانية تقيم حلقة نقاشية في الإطلاق في الإحكام النحوية
اقام قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية حلقة نقاشية في الإطلاق في الإحكام النحوية .
وتهدف الدراسة التي بحث في الاستاذ المساعد الدكتور ( حسين ابراهيم مبارك ) ، الى بيان أنَّ ما حصلَ مِنْ إطلاقٍ في أحكامِ النّحاةِ كانَ أمرًا مقصودًا مِنَ النّحاةِ والغايَةُ منهُ أنْ يُعطى كلُّ طالبٍ القدرَ الذي تحصلُ فيهِ الفائدةُ المنشودةُ من هذا المصنَّف أو ذاكَ ، لأنَّ التوسُّعَ والتفصيل في المسائِلِ النّحويّةِ شأنُ المتقدمينَ وأصحاب الباعِ الطويلِ في معالجةِ المسائِلِ والشواهِدِ ، وليسَ منْ شأنِ مبتدئي التعلُّمِ أو متوسّطيه ، فالإطلاقُ ليسَ عيبًا في الدرسِ النَّحوِيِّ، بلْ هو أحدُ مزاياهُ الكثيرةِ التي تجْعلُ منْهُ محطَّ الاهتمامِ والعنايةِ .
واوضحت الدراسة إنَّ الإطلاقَ كانَ مقصودًا لأسبابٍ عديدةً منْها مراعَاةُ مستوى المتَعَلِّمِ فلا يَتمُّ الدخولُ في المسائِل الخلافيّةِ والآراءِ التفصيليَّةِ التي يكونُ فَهْمُها على الطالِبِ عسيرًا، وبالأخصِّ في الكتبِ المخصصّةِ لتَعْليمِ المبتَدِئينَ ، وتَأوَّلَ كثيرٌ من النّحاةِ كلام سيْبَويْهِ فنَسَبوا إليهِ آراءً نقَلَها اللاحِقُ عن السابِقِ، ولكنْ عنْدَ الرجوعِ إلى الكتابِ لا نجِدُ لهُ أثَرًا كما فعلَ الزمخشري في معنى الحرف «قدْ» الداخلِ على الفعلِ المضارعِ، فأضافَ إليه معنى لا وجودَ لهُ، تماشيًا معَ عقيدَتِهِ الاعتزاليّةِ ، ولمناهِجِ تأليفِ وطرائقِ توزيعِ المادّةِ النحويّةِ أهميّةٌ كبرى في فهمِ الإطلاقِ منْ خلالِ معرفةِ الغايةِ التي منْ أجلها صُنِّفَ الكتابُ والفئةُ المستهدفةُ من التأليفِ، هذان الأمرانِ اللّذانِ تركَ شرّاح المصنّفاتِ النّحويةِ مراعاتَها حينَ توجّهوا بالنَّقدِ إلى بعضِ العباراتِ الواردَةِ في هذا المصنّفِ أو ذاكَ ، ومثّلَ علمُ أصولُ النحو بدايةً لتوجّهٍ علميٍ يعتمدُ ضوابطَ ومعايير خاصّةً بالاستنباطِ والاجتهادِ سيرًا على خطى علماءِ أصولِ الفقهِ الذينَ وضعوا أسسًا علميّةً تضبطُ تعاطي المجتهد معَ الدليل، وقد ظلَّ هذا العلمُ يؤثِرُ في جوانبَ عديدةٍ من التفكيرِ النّحويِّ، وعلى رأسِ هذهِ الجوانبِ محاولة النّحاةِ تقنينِ أصولِهم العّامّةِ تحتَ إلحاحِ علمِ الأصول، تلكَ المحاولةُ التي كانتْ ثَمرتُها علمَ أصولِ النّحو، ولكنْ طريقةَ وتقسيماتِ الأصولينَ تخْتَلِفُ عنْ طريقَةِ النّحاةِ؛ لأنَّ علمَ الأصولِ مرتَبِطٌ بالدَّليلِ الشَّرعيِّ الذي يرتَبِطُ بالثوابِ والعِقابِ الإلهيِّ، فظَلَّتْ أحكامُ النُّحاةِ في كتبِ أصولِ النّحوِ مجردَ تقسيماتٍ وتعريفاتٍ من دون أنْ يكونَ لها تطبيقٌ عمليٌ على المستوى التحليليِّ.