
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الماتريدية وأثرها الفكري والعلمي في المشرق الإسلامي
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (الماتريدية وأثرها الفكري والعلمي في المشرق الإسلامي بين القرنين الثالث والسادس الهجريين التاسع والثاني عشر الميلاديين) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة سهاد هادي مهدي ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور صدام جاسم محمد ، إلى التعرف على أثر الماتريدية الفكري والعلمي في المشرق الإسلامي بين القرنين الثالث والسادس الهجريين التاسع والثاني عشر الميلاديين .
توصلت الدراسة إلى أَنَّ الإمام الماتريديّ فقيه ومتكلم وعالم كبير، وله باع طويل وقدرة كبيرة في مناقشة الفقهاء والعلماء الكبار ومن مختلف المدارس الفكرية؛ فهو صاحب عقيدة صحيحة، ومنزلة رفيعة، وخلق قويم؛ وقد كان بحق إمامًا من أئمة المسلمين عقيدة وسلوكًا، وقد أسس لنفسه طريقًا واضحًا قوّيًا في تقرير المعقول والمنقول، وسُميت الفرقة الماتريدية ؛ نسبة إِلى إمامها ومؤسسها أبو منصور الماتريديّ، ونشأت في أوائل القرن الرابع الهجريّ في سمرقند من بلاد ما وراء النهر.
بينت الدراسة إن من الأسباب التي أسهمت في انتشار الماتريديّة هو نشاط رجالاتها المتواصل والواسع في ميدان التصنيف في علم الكلام والعلوم الأخرى؛ فشاعت تلك المؤلفات في مشارق الأرض ومغاربها؛ فأصبحت المدرسة الماتريديّة بفضل رجالاتها وجهودهم وتأليفهم مستقلة عن المدارس الأخرى، ولاقت قبولًا واسعًا، فضلًا عن مناهجها وخصائصها المميزة، وإن علماء ذلك العصر انتجوا ثورة فكرية وعلميّة في كُلّ فرع من فروع العلم؛ فمثلت تلك الحقبة العصر الذهبي للعلوم الإسلاميّة والعلوم الأخرى، ويتضح لنا أَنَّ الماتريديّ كان بعيدًا عن السلطة؛ فلم يهدِ نتاجه العلميّ من مؤلفاته الكثيرة إِلى أحد الأمراء السامانيين ولم يقترب منهم .