
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش السياسة الداخلية والخارجية للخليفة الفاطمي عبد الله المهدي
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير والموسومة بـ (الخليفة الفاطمي عبد الله المهدي ( 297-322هـ / 910-934 ) دراسة في سياسته الداخلية والخارجية ).
هدفت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة هناء قاسم ركلي , واشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور محمد علي حسين , الى إبراز البدايات الأولى لقيام الخلافة الفاطمية والمتمثلة بسيرة خليفتها الاول عبد الله المهدي لما لها من أهمية في عهد الخلافة الفاطمية.
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان دراسة الشخصيات التاريخية في تراثنا الحضاري مسألة مهمة لأنَّ تلك الشخصيات هي الفاعل الأول والمُتسبب في صنع الأحداث التاريخية، لذلك فإنّ دراستهم والتعرف على نشأتهم وما قاموا بهِ ، وما تزال الدراسات التي تهتم بتأريخ الخلافة الفاطمية قليلة إذا ما قورنت بالدراسات الاخرى في التأريخ الاسلامي على الرغم من الأهمية الكبيرة التي احتلتها الخلافة الفاطمية فيه ، والتي استطاعت أن تقيم خلافة إسلامية في بلاد المغرب العربي من أواخر سنة (296هـ/908م) وبداية سنة (297هـ/909م) ، تلك الخلافة التي بقيت انظارها متجهة نحو المشرق الإسلامي، وتحقق لها ما تريد بالوصول إلى مصر سنة (358هـ/969م) إذ اقتطعوا الجزء الغربي من اراضي الخلافة العباسية وقاموا بتقليص مساحة نفوذها، وبناء دولة أصبح لها أثراً متميزاً عبر حقبة زمنية تجاوزت القرنين من الزمن ناهضت فيه الخلافة العباسية آنذاك.
وأوضحت الدراسة ان الخليفة عبدالله المهدي استطاع بجهوده أقامه خلافة فاطمية رغم الصعاب ووجود خلافتين هي الخلافة العباسية في بغداد والخلافة الاموية في الاندلس, واهتَّم الخليفة عبدالله المهدي بالعلم والعلماء، فكان في مجلسه يحضر العديد من الفقهاء والادباء لمناظرتهِ العلمية وتميز الخليفة عبدالله المهدي بشخصية قوية تتمتع بالشهامة والشجاعة، إذْ استطاع القضاء على المتآمرين الذين يحاولون قتله ومنهم أبي عبدالله الشيعي وأخيه أبي العباس المخطوم , كذلك تميّزهُ بالتسامح الديني ، وحدد يومًا من أيام الاسبوع للنظر في المظالم لسماعهم بنفسه, وقام بإنشاء العديد من الدواوين لتنظيم عمل الدولة، وقد كان من أبرز الدواوين التي أنشأها ديوان الكشف وديوان أموال الهاربين مع زيادة الله الاغلبي, وحرص الخليفة عبدالله المهدي على الجيش والاسطول وتطويرهما ، لأنّه واجه العديد من الثورات الداخلية والمخاطر الخارجية , كذلك أهتم بالجانب الاقتصادي، فقام ببناء دار الصناعة وبناء مدينة خاصة بالتجّار وشجع على الزراعة فنظم لها مياه الأنهار, وكما توجه نحو الإعمار ،فقد قام ببناء عاصمة لهُ أسماها( المهدية), فضلا انه استطاع أنْ يوسع حدود خلافته من حدود مصر حتى المدن الايطالية .