
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش أثر النظم الاجتماعية في التفكير النقدي العربي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (أثر النظم الاجتماعية في التفكير النقدي العربي ) .
وهدفت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة هديل زيد حسن الى تسليط الضوء على أثر النظم الاجتماعية في التفكير النقدي العربي .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان الكثير من المصطلحات النقدية قد استمدت تسميتها وبعض معاييرها من النظم الاجتماعية السائدة آنذاك ، وان أغلب النقاد القدماء درسوا الأشعار وحللوها وفق ما تتضمنه من أفكار ومعاني من جهة مناسبتها للبيئة العربية ونظمها الاجتماعية؛ إذْ احتفظت عقلية الناقد العربي بجزء يسير من بدويتهِ العربية، لذلك نجد بعضهم يفضل الأشعار البدوية على الأشعار المولدة , واستعملوا معايير بدوية/ بيئية, مثل (الفحولة / الطبقة) في أحكامهم, واعطاء الأولية بالدراسة والترجمة للشعراء, وتفضيلهم على الشواعر, كما عدوا الشعر البدوي الفصيح, معياراً يقاس عليه شعر الفحول من الشعراء ، ونظر النقاد إلى المرأة قيمة اجتماعية اعتزوا بها .
وأوضحت الدراسة ان بعض النقاد كانوا يقبلون الشعر الفاحش الذي خالف مبادئ الدين الإسلامي لأن المجتمع يرغبه وينشده ويرويه ويستحسنه, فهو جزء من المجتمع , فما كان أمام الناقد سوى أن يتقبل هذا الشعر, أي أنهم يستجيبون لرغبات المجتمع وميولهِ, ولكن يرفضون الشعر الذي فيه تجاوز على الذات الالهية, والكفر المقيت , أو التجاوز على الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) , والصحابة الكرام (رضي الله عنهم) .
بينت الدراسة ان النقاد لم يكتفوا بتوجيه شعر الشعراء بما يوافق النظم الاجتماعية, بل أخذوا يوجهون شخصية الشاعر اجتماعيا, إذْ يجب أن يكون الشاعر حلو الشمائل , وحسن الملبس ظريفاً وكريماً , لطيف الحس , سمح اليدين وأن يعرف العادات والأنساب والأخبار والأيام , ويعرف المثالب والمناقب, وأن يكون مثقفاً, حسن الأسلوب, وهذه أهم المعايير الاجتماعية (الجسدية, والمعنوية) المطلوبة في الشاعر, فضلاً عن شروط أخرَ فنية, وهي أن يعرف النحو واللغة والفقه والعروض, وهذه صفات فنية, وباجتماع الصفات الاجتماعية مع الفنية والثقافية يكون الشاعر فحلاً خنذيذاً .