
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش صبري حمادة وأثره السياسي في لبنان ( 1906 – 1976)
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ ( صبري حمادة وأثره السياسي في لبنان ( 1906 – 1976) .
وهدفت الدراسة التي تقدم بها الطالب كرار عبد السيد مضموم ، الى تسليط الضوء على الأثر السياسي لصبري حمادة في لبنان ( 1906 – 1976 ) .
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان صبري حمادة اخذ على عاتقه مسؤوليات عديدة , لاسيما التشريعية فكان دخوله مبكراً في الحياة البرلمانية ، وقد مكنته شخصيته وتفوقه على اقرانه ونشاطاته من ترأسه للبرلمان لدورات عديدة ، وكانت الرؤى والاهداف متطابقة ما بين صبري حمادة وبشارة الخوري فانطلقا سويا في مركب واحد لإيصال لبنان الى بر الامان , ولاسيما الصفات التي تمسك بها والعقبات التي وقف بالضد منها جعلت منه إنموذجاً يقتدى به لدى اللبنانيين الذين وجدوا فيه خير منقذ لهم من السيطرة الفرنسية ، من الاحداث المهمة في مسيرة صبري حمادة السياسية إسهامه الفعال في الحصول على استقلال لبنان عام 1943 اذ حافظ على دستورية الحكومة من خلال إصراره على عقد جلسة مجلس النواب بعد اعتقال اركان الحكومة ليكرس هذا الصرح الدستوري والروح الديمقراطية قوة فاعلة في سبيل تحقيق الاستقلال , وهنا كان الرئيس حمادة مثالاً للغيرة والاندفاع والذكاء والحكمة , فضلا عن تعرض حياته للخطر اكثر من مرة في سبيل نصرة لبنان .
وبينت الدراسة ان صبري حمادة ابتعد كل البعد عن الغرب ولم يجعل منه مرتكزاً لتحقيق مطامعه السياسية التي حصلت لدى بعض السياسيين اللبنانيين , بل بقي على نهجه الوطني رافضاً جميع الاحلاف الغربية التي شكلت في عقد الخمسينيات في منطقة الشرق الاوسط ، تمتع صبري حمادة بشخصية غلب عليها طابع التواضع والبساطة مع مختلف الناس , سواء مع رجال الدولة أم المسؤولين أم عامة الناس , إذ كان بابه مفتوحاً للجميع على حد سواء , وفي كل الاوقات ومن مختلف الطوائف والأديان , فكان يستقبل المسيحي قبل المسلم والسني قبل الشيعي , مقدماً أنموذجاً فريداً للتآزر وملتقى للجميع من دون استثناء , إذ كانت لأفكاره وآرائه مقبولية كبيرة من عامة الناس وخاصَّتهم على حد سواء ، وهكذا يمكن القول إن صبري حمادة كان سياسياً ديمقراطياً لامعاً من الطراز الاول , وسعى جاهداً لنبذ الطائفية بكل اشكالها , وأن يكون لبنان وطناً حراً متحداً قوياً , وأستطاع اكتساب شعبية كبيرة من أبناء شعبه الذين اخذوا ينظرون اليه بروح أبوية .