
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش حضور السيرة الذاتية في شعر حسب الشيخ جعفر
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (حضور السيرة الذاتية في شعر حسب الشيخ جعفر ) .
وركزت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة سرى عباس علي عباس على السيرة الذاتية في شعر حسب الشيخ جعفر .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان الشاعر حسب الشيخ جعفر نقل الينا سيرته الذاتية وحياته الخاصة بضمير المتكلم ، هذا الضمير الذي يتيح لنا ان نعيش الحدث كأنه أمامنا، وثمة علاقة جدلية واضحة بين سيرة الشاعر وشعرية السيرة ، فكلما كانت سيرة الشاعر الشعرية ثرية وعميقة وكان الشاعر على وعي كبير بها هذا ينعكس ايجابياً على شعرية النص السيري، ويجعله نصا راقياً ومتماسكاً يسهم في خلق تقاليد لهذا الجنس الأدبي الذي لم يحظ حتى الآن بانتشار يتناسب مع أهميتهِ وخطورتهِ في تاريخ الأدب ونظريته.
وبينت الدراسة ان التشكيل الشعري يظهر براعة الشاعر وموهبته الفنية في تجسيد التجربة المراد تجسيدها، بغض النظر عما إذا كانت هذه التجربة تجربته الخاصة التي خاضها أو تجربة تخص حياة الاخرين ، والقصيدة عند حسب الشيخ جعفر مونولوج داخلي عميق فهو يستخدمها كأداة أو تقنية للبوح عما في داخله من هموم وأحزان ، ولقد اكتسب المكان هويته في شعر حسب الشيخ جعفر من صدق مشاعر الشاعر، كما أثر المكان فيه فأكسبه هوية خاصة لذلك جاء معبرا عن تجربة إنسانية خالدة، ونلاحظ أنّ ظهور المكان في شعرهِ ظهوراً فنياً إبداعياً، وبطريقة تشف عن حس جمالي مبني على أسس منبثقة من العمق الذاتي والوجداني والنفسي .
واوضحت الدراسة ان حسب الشيخ جعفر شاعر مثال متأمل لأنه على يقين تام بأن الإبداع يأتي بالدرجة الأولى من التأمل، لان الشاعر نشأ وترعرع في القرية ثم انتقل بعد ذلك إلى موسكو التي تعد من أجمل المدن الأوربية نراه في شعره تارة متأثراً بالريف واصله الجنوبي، وتارة بموسكو والتقدم المدني والعمراني اي أنّ شعره مزيج بين الاثنين(البداوة والحضارة)، البداوة متمثلة بنشأته الأولى والحضارة متمثلة بمراهقته ، وعلى الرغم من حضور المرأة الطاغي في سيرته وشعره، إلا أن شعره يفتقر إلى ذكر الزوجة على الرغم من ذكره الكثير لـ(لينا) العشيقة الأكثر تأثيراً في حياتهِ ، وكأنهُ كان يبحث عن امرأة ازلية ، المرأة المثال الذي طالما سعى وراءها أغلب الشعراء ، والأرجح إنه وجد في لينا المرأة المثال والجمال الأزلي الخالد .