
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش شعر أنمار الجراح – دراسة نقدية
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (شعر أنمار الجراح – دراسة نقدية ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب أحمد حسن حميد ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور جلال عبدالله خلف ، الى تسليط الضوء على الشاعر والمؤرخ المبدع (أنمار عبد الصاحب حمود الجراح) الذي يعد واحداً من أعلام الجيل السبعيني، الذين تركوا بصماتهم الواضحة جلّياً على الشعر العراقي المعاصر ، والكشف عن الموضوعات الأساسية والمسار الفني في مجمل الخطاب الإبداعي لدى الشاعر .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها أن الشاعر قد ارتقى سلم الشعر درجة درجة، من دون أن يسرع في الخطوات ، وأن غياهب السجون المظلمة كان أثرها واضحاً في نتاجه الشعري فتلاقحت شاعرية الشاعر مع ذاكرة التأريخ وأمجاده وآهاته ونكباته ، ويزخر معجمه الشعري الخاص بألفاظ الحب ذات النبض الخاص تلائم تجربته الشعرية ، وتمثلت علاقة الشاعر بالطبيعة بوصفها علاقة روحية، إذ تعد انعكاسا للبيئة التي نشأ وترعرع فيها، واظهرت مستويات الاداء اللغوي في تجربته الشعرية تأثره الكبير بالتراث العربي عبر آلية التناص، وإنّ مفرداته وعباراته المحكية منحدرة من أصل فصيح وهذا يتفق مع ميل لغة الشاعر (أنمار الجراح) إلى الجزالة والقوة، إضافة إلى ذلك نجد الجانب الآخر الأداء باللغة السهلة الذي يخضع لتجاربه الشعورية والوجدانية إذ يحول الشاعر القيمة الانفعالية إلى قيمة تعبيرية على وفق طبيعته، فهو يختار الالفاظ السهلة ولا يتكلف القول فتنطلق هذه الألفاظ من سجيته وما يمليه عليه انفعاله تاركاً الألفاظ ذات التأثير والإحساس المرهف وكان ذلك وسيلة إيصال ورسالة انسانية .
وبينت الدراسة إنّ بروز التكرار في تشكيل قصائده يؤكد بيان صلته الوثيقة بالسياق والمعنى العام للنص ودل على عنايته بالمعنى والمبنى، إذ يعمل على إضفاء الجمال والقوة للنص الشعري بوساطة تحقيق نوع من التوازن الخفي الذي يحافظ علية الشاعر من دون قصد، ووظف الشاعر أسلوب الاستفهام لإكساب نصوصه بعداً دلالياً عميقا ينتج نوعاً من التفاعل بينه وبين المتلقي، وإنّ أسلوب النداء من الأساليب التي يصبو إليها الشاعر، فغالبا ما يكون النداء حقيقياً تبعاً لرتبة المتكلم والمنادى، ، وإنّ النهي والأمر يخرجان إلى معانٍ مجازية متنوعة عند الشاعر.
واوضحت الدراسة ان الشاعر استوعب بشعره معظم البحور الشعرية، ومن خلال الكشف عن حروف الروي، يتضح لنا أن هناك ثلاثة أصوات شكلت حضوراً متميزاً في قائمة الكشف، وكما تمثل موسيقى الألفاظ بترديد أصوات الحروف والألفاظ وترديداتها داخل الجمل الشعرية ، وأما البناء الفني فقد حاولت فيه دراسة القصيدة القصيرة وأنماط بنائها، فكان أكثرها يجري على نمط البناءين الدائري والمقطعي .