
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يصدر كتابا حمل عنوان إدراك النص مقاربة في سوسيولوجية النقد العربي القديم
صدر للتدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى الاستاذ المساعد الدكتور ( خالد علي ياس ) ، كتاب حمل عنوان (إدراك النص مقاربة في سوسيولوجية النقد العربي القديم ) ، عن دار غيداء للنشر والتوزيع .
تضمن الكتاب الذي قدم له الناقد الكبير الاستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي ، مدخلا يتحدث عن طبيعة النقد العربي قديما ، وثلاثة فصول هي ( النقد البيئي ) ، و ( النقد الأيديولوجي ) ، و( نقد المحاكاة ) ، يبدأ الكتاب بــ(النّقد البيئي) كونه يمثل مرحلة تاريخية أولى شكلتْ الكتابة النّقدية بمؤثراتها الدالة على المحيط ومدى علاقة النّاقد بهذا المحيط , ثم تتبع وحلل في (النّقد الأيديولوجي) أثر الأيديولوجية الرّاسخة بشكل مباشر في ذهنية النّاقد سواء ما كان منها دالا على سلطة دينية أو سياسية , وظهر في أحكامه النقدية بوصفه أسلوبا في التعامل مع النّص الشّعري على وفق أسس هاتين السّلطتين, وانتهى في (نقد المحاكاة) عند مرحلة أكثر تطورا وانفتاحا ثقافيا استطاع النّاقد العربيّ فيها أن يفيد من أثر الترجمة ومعرفة الآخر وأنْ يحقق ملامح النّزوع الفكري نحو النّص بسبب ما امتلكه من أدوات جديدة توحي ببداية واعية بإنتاج الخطاب النّقدي , وبهذا تكون هذه المقاربة محاولة تطمح فيما تطمح إليه إلى العودة الجادة لتراثنا العربيّ القديم ومحاولة تفكيك بعض عناصره بروح ومنهج معاصر وبرؤية مغايرة أفادتْ من المعرفة السّوسيولوجية والنّقدية للوصول إلى أهم نتائجها.
حاول (د. خالد علي ياس) في كتابه (ادراك النصّ: مقاربة في سوسيولوجيّة النقد العربي القديم) العودة إلى تراثين: قديم و جديد ، وقد تبنّى آليّات (نقد النقد) وهو يرصد القديم بعين متمكّنة ، والجديد بعين ناقدة، وهمّه تفكيك منظومات القول النقدي للكشف عن جماليّات الفكر التي هيمنت على جزء من الذاكرة النقديّة العربيّة القديمة ,لذا فقد توصّل النّاقد إلى نتائج تقترب من الملموس، وهو يكشف عن غياب (المنهج) عند الناقد القديم ذلك الذي أدّى إلى حصول إرباك حال دون إدراك حقائق الخطاب الشعري، لكنّ النتيجة عند الناقد نفسه لم تكن مثبّطة لآمال عزيمته، فقد استعان بالخطاب النقدي المعاصر الراصد للوعي الاجتماعي الخاص بالنقّاد القدامى، ووقف عند نقاط الضعف، والقوّة التي وسمت خطاباتهم ، وقد خرج بنتائج قرّبت صورة الماضي إلى الحاضر كثيرا.
اعتمد (د. خالد علي ياس) في تأليف كتابه منهجا سوسيولوجيّا معاصرا حاول من خلاله تقليب المتراكم النّقدي المعرفي في المتون القديمة متتبّعا بدقّة تحوّلاته الشكليّة، والمضمونيّة التي شملت (الناقد) و(النصّ) معا مبتدئا من (النّقد البيئي)، مارّا بـ(النّقد الأيديولوجي) ، ومنتهيا بـ( نقد المحاكاة)، وقد استعان بجملة من المقولات ، والنظريات الحديثة التي جعلت الكتاب يسيح في (عالم النقد) ، و(نقد النقد) الذي ينفتح اليوم على نوافد المغايرة التي اتّجهت به نحو القارئ آخذة إياه إلى بدائل معرفيّة جديدة.