
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش التراث تمثلا معياريا عند أدونيس في كتابه ديوان الشعر العربي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ( التراث تمثلا معياريا عند أدونيس في كتابه ديوان الشعر العربي ) .
وتهدف الاطروحة التي تقدم بها الطالب ( محمد طه ياسين درويش ) ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور ( صلاح مهدي حسين ) ، الى دراسة التراث العربي بشكل جديد يعتمد على رؤية جديدة نظر لها أدونيس وفي هذا اعادة لقراءة التراث العربي بطريقة حداثية ، إذ مثّلت مجمل التغيّرات الّتي يهدف إليها في إنتاج الشعر الحداثيّ ،الّذي انعكس بدوره على قراءة الشعر التراثيّ وفق الرؤية الجديدة الّتي فرضها أدونيس على النقد الأدبيّ الهادف .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها ان أدونيس يبحث في اختياراته عبر (ديوان الشعر العربيّ) عن الشعر الّذي يحوي على نسب مركّزة من العاطفة والجمال، ويأخذ بنظر الاعتبار ما يوسّع الخيال ، ويخرج عن إطار محدوديّة الأفق إلى لا محدوديّته ، وتوظيف علم البلاغة ليس كعلم قائم بذاته ، ولكن في مدى اسهامه في صناعة القيم الإنسانيّة ، من دون التركيز على عنصر معيّن من عناصره ، ولكنّ البحث يجري في مقدار التأثير الحاصل جرّاء الاستعمال والتوظيف ، ولا يقتصر فهم الديوان على أدونيس فحسب، بل يريد أدونيس من قارئه أن يرتقي بمستوى قابليّة النصّ على خلق المفاهيم واستمراريّته في اكتشاف الجديد، ولا يوجد نصّ جاهليّ وآخر إسلاميّ بكلّ عصوره، إنّما النصّ لا تحكمه صيغة معيّنة، ولا زمن محدّد، وإنّما هو صالح لكلّ الأزمان، هكذا يمكن أن يكتسب صفة الخلود.
وبينت الدراسة ان تسخير الواقع الشعريّ، والنفاذ منه على اللاواقع الّذي يبحث عنه أدونيس، وبذلك يتجاوز حدود الفهم التقليديّة ، ولا يمكن – وفق الرؤية الأدونيسيّة– وضع حدود للنصّ، فهو باستمرار يحتاج إلى بحث واكتشاف ، وقراءة أدونيس الجديدة للشعر التراثيّ ، هي محاولة لإرساء قواعد الشعر الجديد الّذي يطمح إليه أدونيس من أجل الحداثة العصريّة ، ويرى أدونيس في الموضوعات الحيويّة القيمة الحقيقيّة في الشعر للوصول إلى القيمة الإنسانيّة المطلقة، والبحث عن كوامن الألم والمعاناة الإنسانيّة الّتي لا تقتصر على عصر معيّن ، ويسعى أدونيس إلى الإخلال بقوانين الحياة الثابتة، ويبحث في المعاني الجديدة الّتي تنبثق عنها من أجل التحوّل عن الثابت ، ويبحث في الشعر التراثيّ دائما عن مواطن (التضاد) الّتي ينشأ عنها الاختلاف، ومن ثمّ التفرّد، والاقتراب من المثاليّة.