
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش اتجاهات ما بعد الحداثة في دراسة الرواية العربية في العراق
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ ( اتجاهات ما بعد الحداثة في دراسة الرواية العربية في العراق 1990 – 2016م ) .
وتهدف الاطروحة التي تقدم بها الطالب ( مصطفى مجبل متعب ) إلى فحص الخطاب الذي درس الرواية العربية في العراق في تمثلات ما بعد الحداثية ، من خلال منهجيّة وصفية ذات رؤية تحليليّة تهدف إلى تفكيك النقد الأدبي ، و الكشف عن مصطلحاته ، و لغته ، و آلياته الإجرائية .
وتوصلت الدراسة الى عدد من النتائج كان اهمها ، إنّ الحداثة بسياقاتها المختلفة كانت تسعى إلى تغيير واقع الإنسان و تطويره ، لذا لم تكن تجربة محدودة التأثير في الواقع العربي ، بل كانت تجربة ذات ابعاد قيميّة ، و متعارضة في الوقت نفسه ، عملت على نسف الثوابت لتبشِّر بالتحوّلات ، غير هيّابة بما يقال فيها و عنها ؛ لأنها بصراحة تتجاوز المألوف في حقول كثيرة منها: الأدب ، و الفن ، و العمارة ، و الازياء، و الاتصالات ، و الاعلام . وعلى الرغم من تباطؤِ حركة الحداثة العربية في العراق ؛ إلاّ أنها استطاعت أن تنهض بمحمولها الثقافي في منتصف الأربعينيات و ما بعدها في حقول أدبيّة، و فنيّة ،وثقافيّة ، لعلّ من أهمّها: حركة الشعر الحديث، والفن التشكيلي و المسرحي و الموسيقي، و الكتابة السرديّة في الرواية والقصّة، وظهور معالم النقد بوعيه الجديد.
بينت الدراسة إنّ مصطلح (ما بعد الحداثة) متعدّد الأوجه ، يتمظهر في عدد من الأشكال و الظواهر المتنوعة التي يجمع بينها هدف واحد، إذ يهدف إلى محاصرة أسس فرضيات الحداثة و تقويضها، و ما ينبني عليها من مواقف و نتاج ثقافيّ ، بمعنى أنّ ما بعد الحداثة مصطلح يريد أن يبني حوله مقولات تتسّع لمزيد من المعاني و الدلالات غير الثابتة. واعتناء النقاد بمصطلح (التناص) بوصفه مصطلحاً مهمّاً من مصطلحات ما بعد الحداثة ، و بيان آلياته و اجراءاته ، و على الرغم من الجهد الكبير المبذول من النقاد ، إلاّ انهم أخفقوا في احايين كثيرة في رصدهم لتلك الآليات، و ظل تعاملهم مع المصطلح يشي بفهم قديم لا يتعدى فهم السرقات.